يونيو 10، 2011

الطريق الواضح

لعلّي مررت بما مر به كثيرون ، ولكني خلال الأسبوعين الماضيين خضتُ تجربة ضبابية ، كان علي اختيار أحد الطريقين ، ما يجعل الأمر غايةً في الصعوبة أن باختيار طريق واحد يجعل الطريق الآخر مسدوداً إلى الأبد ، بعدما اكتشفت بأنني قادر على دراسة ما كنت أحلم به منذ أيام الثانوية ، وهو الهندسة الإلكترونية ولكن تبدد حلمي حينها بسبب سخافة وظلم وعنصرية العالم الذي نعيش به ، لن أتكلم عن ما حصل حينها ، فالماضي قد مات ولن يبعث مجدداً ، ولكني سأتكلم عن الحاضر الذي أعيشه ، حصلتُ على فرصة لدراسة الهندسة الالكترونية في أبوظبي ، ولكني الآن في مرحلة السنة الثالثة لدراسة إدارة الجودة والأعمال ، فهل أتوقف وأبدأ من الصفر؟!! أم علي أن أطلق رصاصة الرحمة على حلمي وأكمل طريقي الذي حدده لي هذا العالم الأسود؟!! فكرتُ كثيراً ، وازداد حيرتي ، سألت كثيرين ، وازداد حيرتي ، قرأت وشاهدت كثيراً وازداد حيرتي ، ولكن ملخص التفكير العميق وجدت نفسي بين شخصين ، كل يحمل لي جواباً يعارض الآخر ، الشخص الأول هو ستيف جوبز عبقري أبل ، والشخص الآخر هو أمي ، لربما ابتسمت ، ولربما ازددت إلى الضحك ، فتقول في نفسك لا مقارنة ، ولكن أرجو أن تتحمّل سذاجتي حتى النهاية ، حكى ستيف جوبز في سنة 2005 في جامعة ستانفورد ثلاث قصص ، استوحيتُ منه أنه يقول لي بأن أترك ما درست إلى الآن وأن أنطلق لدراسة ما أحب - الهندسة الالكترونية - وقد صدق في مقاله ، فكيف لإنسان أن يبدع إذا كان يدرس ما لا يحب أو على أفضل الحالات لا يحب ولا يكره ، بينما الإنسان الذي يتعلم ما يحب سيجد دافع قوي يدفعه للمواصلة بل يتعدى للابداع ، وبالرغم من حكمة هذا الرجل ونصيحته فقد قررت أن آخذ بنصيحة أمي ، أتذكر جيداً ما حفرته في ذهني عندما كنت صغيراً ، قالت “إن تراجعت هذه المرة .. ستتراجع دائما” ، وقد صدقت أكثر من ستيف جوبز ، لعلي أنتقل اليوم إلى حلمي وأترك ما درسته خلال الثلاث سنوات الماضية ولكن من يضمن ، قد يظهر لي طريق جديد وأنا في منتصف تحقيق الحلم ، ثم أغير طريقي مرة أخرى ، وكأني نحلة أنتقل من زهرة إلى زهرة ، لا أريد ذلك ، طريقي واضح اليوم ، سأتابع ما أدرسه ، إن الله سبحانه خلق الإنسان بقدراتٍ خارقة ، هذا ما أؤمن به ، فأستطيع بعقلي أن أحب ما أكره وأكره ما أحب ، فمثلاً إذا ولد الإنسان وهو يحترف الكذب ويحب ذلك لأنه ينجيه من المتاعب ثم هداه الله ، فسيكره الكذب لأن الله يحب الصدق ، فانظر كيف تتغير القوانين بإرادة الإنسان ، وأنا اليوم غيرت قانون في عقلي ، قلبته رأساً على عقب ، تبّاً للهندسة ، وأهلا بإدارة الجودة ، قد يكون للمهندس مكان مرتفع في المجتمع ، ولكن للمدير التنفيذي (CEO يعني) مكان مرموق ، لأنه يدير عشر مهندسين وهو في قمة الهيكل التنظيمي للمؤسسة.