نوفمبر 20، 2011

تفسير سورة العصر

أقسم الله تعالى بالعصر ، الذي هو الليل والنهار ، محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر ، والخاسر ضد الرابح. والخسار مراتب متعددة متفاوتة: قد يكون خساراً مطلقاً ، كحال من خسر الدنيا والآخرة ، وفاته النعيم ، واستحق الجحيم. وقد يكون خاسراً من بعض الوجوه دون بعض ، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان ، إلا من اتصف بأربع صفات: الإيمان بما أمر الله بالإيمان به ، ولا يكون الإيمان بدون العلم ، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.  والعمل الصالح ، وهذا شامل لأفعال الخير كلها ، الظاهرة والباطنة ، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة. والتواصي بالحق ، الذي هو الإيمان والعمل الصالح أي: يوصي بعضهم بعضاً بذلك ، ويحثه عليه ، ويرغبه فيه. والتواصي بالصبر على طاعة الله ، وعن معصية الله ، وعلى أقدار الله المؤلمة. فبالأمرين الأولين يكمل الإنسان نفسه ، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره ، وبتكميل الأمور الأربعة ، يكون الإنسان قد سلم من الخسار ، وفاز بالربح العظيم.

من كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة عبد الرحمن السعدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق