أغسطس 30، 2014

محاورة مع هندوسي

الإسلام دينٌ عظيم

لا يوجد مسلمٌ إلا ويحب الإسلام ، مقصّرٌ كان أو مستقيم ، ولذلك أنا أحب الإسلام ، وأحب دلالاته الواضحة في صحّته وإعجازاته ومعجزاته ، ولذلك اخترت بأن أقرأ في تخصصٍ واحد في الإسلام ، ألا وهو المناظرة مع الأديان والمعتقدات الأخرى.

حينما أكون مع مجموعة من الأفراد ويكون بيننا كافرٌ سواءً كان نصراني أو هندوسي أو لاديني أو مُلحد فأنا لابد أن أفعل شيئين بإذن الله ، الأول بأن أتكلم عن معنى الإسلام وعن لا إله إلا الله وعن عظمة أخلاق الإسلام وبهذا أكونُ أُقرّر الدين الحق ، ثانياً بأن أتكلم عن هشاشة الأديان والمعتقدات الأخرى وبهذا أكون قد كسرت الأديان والمعتقدات الضالة.

أفعل هذين الأمرين لسببين ، إما أنْ أُرَغبهم بالإسلام فيقرؤا عنه فإما أسلموا وإما أُبلِغوا الرسالة وأَعرضوا ، والسبب الآخر أن أشككهم في دينهم ومعتقدهم الضال فيبحثوا عن الحق.

على كلٍّ.. كنا قعوداً يوماً في العمل أثناء فترة الإستراحة ، فكان بيننا مسلمين وهندوساً
فوقفت أتمشى قليلاً
ثم قلت: " يا لِعظمة الإسلام! أي دينٍ هذا الذي يجتمع فيه أكثر من ثلاث ملايين من البشر سنوياً في أرض واحدة حجاً إلى الله تعالى ، فيعبدوه ويستغفروه ويتوبوا إليه ، إنه لمنظرٌ مهيبٌ جليل" 
فقال هندوسي ضاحكاً: "هذا لا شيء .."  
قلت "لا شيء! كيف هذا"
فقال: "نحن الهندوس نحج كل أربع سنين إلى جبلٍ مقدسٍ لدينا في الهند ويزيد عدد حجاجنا عن سبعة ملايين في نفس المكان"

في بادئ الأمر لم أنطق بشيء ، فماذا عساي أن أقول وقد غلبني في حُجَّتي ، والمشكلة أني كنتُ واقفاً والجميع قعود ، مرّت ثواني وأنا أفكر وحينما تذكرت الله واستحضرت سبب الحوار الأساسي نَبَتَ في ذهني جواب..

فقلت: "صحيحٌ أن عدد حجّاجكم يزيد عن حجاجنا ولكن تأمل معي ، حجاجكم من جنسيةٍ واحدة وثقافةٍ واحدة وطبقةٍ اجتماعيةٍ واحدة ، بينما حجاجنا منهم العربي والآسيوي والأمريكي والأوروبي وحتى من عندكم من الهند ، حجاجنا منهم الفقراء والأغنياء ، حجاجنا منهم الإنسان البسيط ومنهم الأمراء ، منهم الأمّيّ ومنهم الدكتور والعالِم ، حجاجنا أتوا من خلفيات اعتقادية مختلفة فآمنوا بهذا الدين عن قناعة لا عند الولادة ، حجاجنا أتوا من كل قارات العالم لمكان واحد ، فماذا جمعهم؟!" فبُهِتَ الذي كفر.

والحمدلله على التوفيق

يونيو 13، 2014

التبعية الفكرية والثقافية

فمما يؤسف عليه ، ويندى له جبين الحق ما يُرى من حال كثير من مثقفينا ومفكرينا فلا تراهم يرفعون بالإسلام رأساً ، ولا يَهُزّون لنصرته قلماً ، ولا يحفلون إلا بزبالة أفكار الغرب ، ولا يثقون إلا بما يصدر من مشكاته.
إن كثيراً من هؤلاء الذين تخرجوا من المؤسسات الحضارية الغربية وعاشوا في المجتمعات الإسلامية يجهلون الإسلام جهلاً كاملاً.
ولا يعني ذلك الجهل أنهم لم يسمعوا بالإسلام ، أو أنهم لم يحفظوا في صغرهم شيئاً من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ، أو أنهم لم يسجدوا لله يوماً من الأيام سجدة ، أو لم يعرفوا أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم.
لا ، ليس الأمر كذلك ، وإنما المقصود أن هؤلاء يجهلون نظرة الإسلام إلى الكون ، والحياة ، والإنسان.
ويجهلون حقائق الإسلام ومُثُلُه وأخلاقه وخصائص حضارته وتطوراتها ومراحلها.
ويجهلون أسباب تقدم المسلمين في التاريخ وأسباب تأخرهم ، ويجهلون القوى التي حاربتهم.
فهؤلاء الذين نسميهم مثقفين ومفكرين عندما واجهوا الغرب وحضارته وفنه وأدبه لم يواجهوه إلا بعقول خواء ، وأفئدة هواء ، ونفوس مجردة من معاني الأصالة والعزة والأنفة فلم يواجهوا الحضارة الحاضرة مواجهة مدركة فاحصة مقومة.
وإنما واجهوها مواجهة سطحية تنطلق من مواطن الجهل ، والذلة والشعور بالهزيمة فانبهروا بكل ما فيها دونما تمييز بين الحق والباطل ، والضار والنافع ، فنكسوا رؤوسهم حطة أمام الغرب.
ولهذا تراهم يهشون ويطربون إذا ذكر اسم فرويد ، أو نيتشه ، أو تي إس إليوت ، أو ماركيز ، أو غيرهم من مفكري الغرب على اختلاف توجهاتهم ومدارسهم الفكرية ، وإذا ذكر الله ورسوله اشمأزت قلوبهم واستولى عليهم الشعور بالهزيمة.

- محمد بن إبراهيم الحمد (بتصرّف)

يونيو 08، 2014

رياضيات انتصار الإيمان على الإلحاد

المطلوب:
انتصار الإيمان على الإلحاد

المعطيات:
مؤمن ، ملحد ، وقت

البرهان:
المؤمن مأمور بالدعوة ، فالدعوة من القواعد الأربع ، قال تعالى "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"  ، لذلك سيُفني المؤمن حياته يدعوا إلى الله ويكسر أنوف الإلحاد.
أما الملحد فلا يعتقد بشيء ، فهو بعلمه أن حياته الدنيا هو كل ما يملك ، فإن دعى إلى الإلحاد فهذا يدلُّ على أنه ليس مطمئن بالالحاد ويشك في فكره ، كيف ذلك!
كيف في من يعلم بأن حياته هذا هو كل ما يملك ثم يصرف وقته في دعوة الناس إلى فكره؟!
وهو يعلم بأن لا أجر في عمله
أما إذا لم يكن يدعو للإلحاد ويصرف وقته في ملذاته فعندها نقول بأنه مطمئن بإلحاده ، وعندها لن يدعو أحد لفكره

النتيجة:
زيادة عدد المؤمنين ونقصان عدد الملحدين

أغلق أسباب اليأس

إنه من الطبيعي أن نيأس
نحن ولدنا متشائمين
ولدنا نبكي خائفين من العالم
وتربينا على التشاؤم والسلبية لأننا نعيش في عالم سلبي
ابدأ بمحاربة السلبية
كأن تغلق التلفاز
لا تشاهد الأخبار 
لتتجنب مشاهد الفقر واليأس والقتل والانهزام
فحينما تشاهد هذه المواقف تصنع قلقاً في عقلك وتفقد القدرة على التفاؤل
وستشعر بالاشمئزاز
لا تقرأ حتى الصُحُف
دعني أوضح لك أمراً
إذا لم تبرمج عقلك فسيفعل العالم ذلك لعقلك
لأن البشر خُلقوا ليكوِّنوا لأنفسهم أهدافاً
لذا عليك أن تصنع أهدافك بنفسك

يونيو 06، 2014

إصنع مكاناً لنفسك

دعني أمرر لك شيئاً
إن هذا التاريخ سيُكتب بوجودك أو عدمه
أنت ولِدت فتعيش فتموت ولن تُذكر في أي مكان
لذا عليك أن تجد لنفسك فراغاً تملؤه في صفحات التاريخ
لا يهم إن كان في البداية أو النهاية
أو حتى في الحاشية
لكن تأكد بأن تجد لنفسك مكاناً
مكاناً يتوقف القارئ فيه لكرر سطورك
ويرسم خطوطاً تحت اسمك

مارس 27، 2014

ارتقِ وتألق

إنها الرابعة صباحاً
وقبلَ أن تتمكّن يَدُكَ مِن الوُصول للمنبّه يبدأ صوت في داخل عقلِك يقول إن الوقت مبكر والهواءُ بارد والظلامُ حالك للقيامِ من السرير
عضلاتكَ مُسترخية .. متمرّدة .. تتجاهلُ أوامرَ دماغك 
أصواتٌ موالية للخذلان تنادي من مصادرَ مجهولة في داخلك بأن تمد يدك وتضغط على زر الغفوة لتعود إلى عالم أحلامك مجدداً
ولكنك لم تسأل عن رأيهم!
الصوت الذي اخترت أن تسمعه هو صوت العقل
الصوت الذي يقول بأنه هناك سببٌ واضح جَعَلَكَ تَضبطُ منبّهكَ لهذا الوقت
إذاً قم وضع قدميك على الأرض ولا تنظر للخلف لأن لك عملاً عليك القيام به
مرحباً بك في عالم الشحذ والصقل والطحن!
في عالمٍ يحتوي على صراع يومي بين الطريق السهل والطريق الصحيح!
عشرة آلاف من التيارات المقاومة مثل النهر الجارف لكل خطوة تريد أن تقوم بها
الحقيقة .. أنك تواجه هذه التيارات لأنك أنت من تصنع القرار
وحينما تقوم بذلك القرار .. حينما تختار بأن تعطي ظهرك للراحة وللأمان ولما يطلق عليه بالمنطق السليم..
حينها .. إنه اليوم الأول
ومن هذا اليوم سيصبح كل شيء أصعب
لذلك كن متأكداً بأنك تقوم بشيء أنت ترغب به
لأن الطريق السهل سيكون متواجداً دائماً ينتظرك ليجرفك بعيداً
في كل خطوة تقوم به عليك اتخاذ قرار صعب بشأن الخطوة التي تليها
أنت الأن على الطريق الصحيح
ولكن ليس هناك وقت لحساب المدى الذي وصلت إليه 
لأنك في قتال مع عدو لا يمكنك رؤيته .. لا يمكنك لمسه
كل ما يمكنك فعله هو الشعور
الشعور بأنفاسٍ وارهاقٍ وتعب
هل تعلم ما هو هذا الشعور؟! 
إنه أنت .. إنه خوفك .. إنه شكوكك .. وشعورك بانعدام الأمان وكأن القوات الخاصة يقتحم بابك!
ليس سهلاً هزيمتهم ولكنهم بعيدين أن يكونوا لا يقهرون
تذكر .. إنها معركة الرّاين .. إنها معركة رويال بينك وعقلك بمواجهة جسدك وشيطانك الذي يقول لك هذه مضيعة للوقت ..
يقول لك عدوك أقوى منك
اِطغى على صوت الشكوك واستمع لدقات قلبك
حرّق نفسك ولا تكترث بالمصاعب
تذكر مهمتك .. تذكر لماذا تقاتل
لأن شيطانك سيبحث عن نقاط ضعفك
يجب أن تسأل نفسك هل أنت مستعد؟
حينما يكون الجواب "نعم"
ولقد قمت بكل ما يلزم لاعداد نفسك للمعركة
حينها يمكنك أن تنقض على عدوك
حينها يمكنك أن تنقل عدوك لأماكن مفتوحة .. لمناطق معادية
أنت تزحف على العدو وأنت تزأر كأسدٍ غاضب
"إن النصر هو الشيء الوحيد الذي يبقيني حياً"
لذلك يجب أن تؤمن بأنك تستطيع أن تجري أسرع
تستطيع أن ترمي أبعد
بالنسبة لك .. قوانين الطبيعة .. مجرد اقتراح
فلا شيء مستحيل
الحظ هو آخر شيء تتعلق به
لذى اختر الآن
لأن القدر لا ينتظر أحداً
وحينما يأتي وقتك ستسمع آلاف الأصوات تنادي قائلة بأنك لست مستعداً
استمع للصوت الواحد الذي يقول بأنك ولدتَ مستعداً
إنه قرارك الآن
لذى .. ارتقِ وتألق

يناير 14، 2014

عملية في العين

اليوم أجريت عملية جراحية بسيطة في عيني اليُمنى ، أحمد الله سبحانه على اتمامها بكل خير ويُسْر ، بعد ذلك قام الطبيب بتغطية عيني اليمنى ونبّهني على ابقاء الغطاء لساعتين ، المشكلة أنه كان علي أن أقود المركبة بنفسي ولمسافة 30 كيلومتر ، بمجرد اغلاق عين واحدة فالإنسان يفقد ميّزتين حسّاستين ، الأولى أنه يتحول كل ما تراه إلى ثنائي الأبعاد ، بذلك عقلك لا يستوعب أبعاد الأشياء وأعماقها ، فكل ما تراه مجرد صورة كأي لوحة فنية ، الثاني أنك تفقد نصف الصورة! وبهذا تفقد 50% من قدرة البصر ، وإن كان هذا لمجرد ساعتين إلا أنه يشعِرُكَ بِعَظيمِ نِعَمِ الله علينا ، فلنشكر الله سبحانه كل يوم ولا ننسى فضله.

يناير 13، 2014

ما بعد الظلام

انتهيت من قراءة رواية "ما بعد الظلام" للكاتب الياباني هاروكي موراكامي ، الكتاب في 239 صفحة ، التهمته في ست جلسات ، يدور أحداث الرواية في سبع ساعات في ليلة واحدة في العاصمة طوكيو ، وتتزامن فيها ثلاث قصص مختلفة بيد أنه تجمعها مصادفات غريبة وهو ما يتميز به الكاتب ، يتحدث فيها عن الأشخاص الليليين وكيف أنهم مليئين بالأسرار والاحتياجات ، القصة مسلية لمن يعشق القصص الهادئة ، الأحداث بسيطة ، لا تحتوي على مفاجئات أو عقدة أو حتى خاتمة ، الغريب أنها ليست الرواية اليابانية الأولى التي تتصف بهذا ، أشعر أنهم هادئين أكثر من اللازم ، على عكس بعض الروايات المصرية التي قرأتها تتسم بالعقد والمشاكل والمفاجئات ويمر عليك لحظات تقهقه ولحظات تذرف فيها الدموع ، أشعر بأن المصريين أكثر براعة من اليابانيين في حبك القصص وكتابة الروايات.

يناير 11، 2014

من ثورة الحماس إلى الإكتئاب

تمر علي لحظات أشعر فيها بثورة عارمة للقراءة فلا يكون مني إلا أن أعدّ عدتي من دفترٍ وكتابٍ أنوي أن ألتهمه وأقلام ، أضعهم في حقيبة يدوية لي وأنطلق لأركب سيارتي وإلى أقرب كافيه أحبه "ستاربكس" ، أطلب قهوتي المعتادة "دابل موكا ماكياتو ساخنة حجم وسط في كوب رخامي" ، أنطلق بقهوتي إلى الطابق الثاني حيث لا أحد وأختار مكاناً شاعرياً عند النافذة حيث المنظر الجميل المطل على شارع جميرا ، أنظف الطاولة التي تُرِكتْ من الزبون السابق ومن مأساة النظافة وكأنه تربَّى في الأدغال!َ
أضع كوبي برفق على الطاولة حتى تحدث طقطة خفيفة والدخان الساخن يتصاعد من الكوب ، أخرج كتابي من الحقيبة ، أضع قدماً على قدم وأبحث عن آخر مكان وصلتُ إليه في الكتاب ، ما إن أنوي القراءة حتى يدخل علي صديق.

- السلام عليكم .. أنت هنا
- وعليكم السلام
ويبدأ ويتحدث عن مأساة عمله وكيف أن العمل أصبح كريهاً وأنهم ظلموه في العمل...
وأنا أرتشف قليلاً من القهوة بعد كل برهة وأومئ برأسي
يستمر صديقي في سرد الملمّات والمصائب والكوارث التي تنهال عليه ، ثم ينتقل بمدفعه مصوّباً نحوي وكيف أني أضيّع وقتي بقراءة الكتب التافهة والروايات السخيفة ، وأنه علي أن أفعل شيئاً مفيداً بدل تضييع الوقت هكذا، وبعد حوالي ساعة إلى ساعتين من حديث الشؤم يغادرني مسلِّماً.

ولا أجد في نفسي إلا وشعلة الحماس في قلبي قد انخمدت دوساً بالأقدام ، ولم يبقَ من روحي إلا ما يبقيه يتنفس كالنباتات ، طار الحماس وطارت العزيمة ، ولم يترك صديقي لي إلا ذاك الكوب الفارغ الذي استهلكته في أثناء حديثه!!

يناير 02، 2014

الأبجدية

انتهيت من قراءة رواية "الأبجدية" من سلسلة "ما وراء الطبيعة" للكاتب د أحمد خالد توفيق ، الكتاب في 207 صفحة ، التهمتها في جلستين ، تبدأ الرواية كلعنة ثم تحولت إلى لعبة ، يصيب بطل القصة لعنة بعدد ساعات اليوم ، وفي كل ساعة مرتبطة بحرف من الحروف الانجليزية ، هذا الحرف سيكون أول حرف لوحش سيواجهه البطل ، الكتاب ممتع ، وفكرته جديدة ، حيث أنه باستطاعتك أن تقفز في الصفحات وتختار الحرف الذي تريده دون أن يؤثر في القصة الأصلية ، ولكن لا تصل لمستوى رواية "قصتان".