يناير 11، 2014

من ثورة الحماس إلى الإكتئاب

تمر علي لحظات أشعر فيها بثورة عارمة للقراءة فلا يكون مني إلا أن أعدّ عدتي من دفترٍ وكتابٍ أنوي أن ألتهمه وأقلام ، أضعهم في حقيبة يدوية لي وأنطلق لأركب سيارتي وإلى أقرب كافيه أحبه "ستاربكس" ، أطلب قهوتي المعتادة "دابل موكا ماكياتو ساخنة حجم وسط في كوب رخامي" ، أنطلق بقهوتي إلى الطابق الثاني حيث لا أحد وأختار مكاناً شاعرياً عند النافذة حيث المنظر الجميل المطل على شارع جميرا ، أنظف الطاولة التي تُرِكتْ من الزبون السابق ومن مأساة النظافة وكأنه تربَّى في الأدغال!َ
أضع كوبي برفق على الطاولة حتى تحدث طقطة خفيفة والدخان الساخن يتصاعد من الكوب ، أخرج كتابي من الحقيبة ، أضع قدماً على قدم وأبحث عن آخر مكان وصلتُ إليه في الكتاب ، ما إن أنوي القراءة حتى يدخل علي صديق.

- السلام عليكم .. أنت هنا
- وعليكم السلام
ويبدأ ويتحدث عن مأساة عمله وكيف أن العمل أصبح كريهاً وأنهم ظلموه في العمل...
وأنا أرتشف قليلاً من القهوة بعد كل برهة وأومئ برأسي
يستمر صديقي في سرد الملمّات والمصائب والكوارث التي تنهال عليه ، ثم ينتقل بمدفعه مصوّباً نحوي وكيف أني أضيّع وقتي بقراءة الكتب التافهة والروايات السخيفة ، وأنه علي أن أفعل شيئاً مفيداً بدل تضييع الوقت هكذا، وبعد حوالي ساعة إلى ساعتين من حديث الشؤم يغادرني مسلِّماً.

ولا أجد في نفسي إلا وشعلة الحماس في قلبي قد انخمدت دوساً بالأقدام ، ولم يبقَ من روحي إلا ما يبقيه يتنفس كالنباتات ، طار الحماس وطارت العزيمة ، ولم يترك صديقي لي إلا ذاك الكوب الفارغ الذي استهلكته في أثناء حديثه!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق